تعد اللغة الكردية من أعرق اللغات وأقدمها في المنطقة. هي لغة أصلية وإحدى فروع اللغات الهند- أوروبية – آرية، وقريبة من اللغات الأفغانية والفار...
تعد اللغة الكردية من أعرق اللغات وأقدمها في المنطقة. هي لغة أصلية وإحدى فروع اللغات الهند- أوروبية – آرية، وقريبة من اللغات الأفغانية والفارسية. هناك عدة لهجات ضمن اللغة الكردية وهي الكرمانجية الشمالية والكرمانجية الجنوبية فضلاً عن الهورامية والظاظائية.
اللهجة الأكثر انتشاراً في كردستان والتي يتكلم بها أكثر من 70 في المئة من الأكراد، هي الكرمانجية الشمالية.
اللغة الكردية بكل لهجاتها غنية وثرية وواسعة جداً، على الرغم من كل الضغوط التي مورست عليها إلا أنها بقيت حتى يومنا هذا قوية ومؤثرة. الأغاني الشعبية والمواويل الحكاية الشعبية والأمثال هي أكبر مثال على قوة وثراء هذه اللغة طبعاً الثراء اللغوي لم يواكبه التطور الكتابي دائماً بل كان هناك تفاوت بين التطور اللغوي والتطور الكتابي للغة الكردية.
تشير الدراسات في علم اللغات إلى أن اللغة المنطوقة والمسموعة المتداولة في الحياة اليومية لأي مجتمع انساني تختلف إلى حداً ما عن الكتابة باللغة ذاتها. يوجد فرق بين اللغة المتداولة والمنطوقة، الكتابة لم تصل بعد إلى مستوى التعبير عن كل الأصوات وشكل كل الأصوات الموجودة ضمن اللغة الشفهية.
في أحد الابحاث للكاتب والباحث الكردي، بلنك ميتاني، تحدث عن اللهجات الكردية: حيث كتب في بحثه إن أقدم مصدر هو كتاب (شرفنامة) لكاتبها (شرف خان البدليسي)، وقد قسم العشائر والتجمعات من الناحية اللغوية والمناطقية والوضع الاجتماعي إلى أربعة أقسام .
القسم الأول: الكرمانج، الثاني: اللور، الثالث: الكلهور، أما الرابع فهو: الكوران. يقول الباحث محمود بايزيدي، في إحدى كتاباته في العام 1858: (الكرمانجية التي يتحدث بها سكان، وان وموش وبايزيد وقرس، وكذلك الكرد الذين يقطنون روسيا وايران وسكان منطقة بوتان وهكاري وهمدان وسمتي ودياربكر والموصل وحتى داخل بغداد، تختلف عن تلك التي يتكلم بها أهل السليمانية وشارزور من طائفة الزرزا والمكري والببه والبلباسان.
كما هو واضح فقد ذكر البايزيدي في عمله هذا اللغة الكردية باسم (الكرمانجية) وفي معرض حديثه عن اللهجات فقد ذكر بوتان وهكاري وروندي. نشر كفرنلي في الأعوام 1836-1837 عدة مقالات عن اللغة والاثنوغرافيا الكردية. وقد قسم اللغة الكردية إلى قسمين تحت مسميين: الكردية العليا (الشمالية)، والسفلى (الجنوبية): العليا: المكرية، الهكارية، الشكاكية والبايزيدية. السفلى: اللورية، الكلهورية، اللكية والكورانية.
أما أوسكار مان فقد قسم اللغة الكردية حسب اللهجات إلى ثلاثة أجزاء: الغربية والشرقية والجنوبية، وقد ذكر اللهجة الزازاكية ضمن الكورانية، وعد اللهجة الكورانية ضمن اللهجات الكردية. أما الباحث ماككنزي فقد عد الكورانية لغة مستقلة، لكنه صنف اللغة الكردية كلهجة فارسية وسطى. بدوره قسم العالم الاجتماعي التركي زيا الكرد إلى خمسة أقوام هي: الكرمانج، الزازا، السوران، الكوران واللور. يقول الباحث علاء الدين سجادي: تحتوي اللغة الكردية لهجتين رئيسيتين هما: اللهجة البوتانية التي يطلق عليها في الوقت الحاضر اسم البهدينية ويتحدث بها كرد تركيا وسوريا وكرد الموصل. أما اللهجة الثانية فهي المكرية التي يقال لها في وقتنا الحاضر السورانية ويتكلم بها الكرد الباقون أي الكورد الذين يقطنون شمال شرق وشرق العراق وكرد أردلان ومكريان.
روناك شيخي
التعليقات