تقع هذه المدينة بجانب بلدة شيران الأثرية التي تعود تاريخها إلى العهد الميتاني والآشوري، وتناوبت عليها سلطة الحضارات التي تأسست في المنطقة وص...
تقع هذه المدينة بجانب بلدة شيران الأثرية التي تعود تاريخها إلى العهد الميتاني والآشوري، وتناوبت عليها سلطة الحضارات التي تأسست في المنطقة وصولاً إلى البيزانطين، وتسمى شيران بالكردية نسبة إلى وجود تماثيل أثرية لأسدين في البلدة، كما كانت تسمى بـ حداتو بعد إستيلاء الآشوريين عليها عام 853 ق م، وتحيط بالمنطقة أيضاً سلسلة من التلال الأثرية القديمة لا سيما شرقي شيران بـ 4 كلم في بلدة " تليجب". و بعض الأثار المنتشرة في المنطقة تدل على قدمها، إلى جانب وجود آثار الطريق الحرير الذي كان يمر في ريفها الجنوبي الشرقي، ولا يزال يظهر للعيان في شهور الربيع حيث لا تنبت عليها الزرع إلا قليل مما يتبين الطريق بشكل واضح في نقطة خراب عشك- جلبية الواقعة في جنوب الشرق 55 كلم. ويحيط بمدينة كوباني وفي الكثير من قراها كهوف وآثار ومنازل في الجبال وإشارات أثرية وشواهد قبور يظهر وجود الحياة الحضرية القديمة في هذه المنطقة.
فيما تكونت مركز المدينة بعد عام 1915، بينما كانت قرية صغيرة عام 1892م تابعة لمدينة سروج، ومع مشروع خطة سكة حديد بغداد في حدود عام 1911 و 1912 بدأت تتحول إلى تجمع سكاني مهم، لا سيما بعد إقامة الكيانين السوري والتركي ووضع الحدود بينما، وأنقسم القبائل والمنطقة الكردية بالعموم إلى قسمين في كلا الدولتين، فأصبحت مركزية مدينة سروج خارج الحدود السورية، وكان هذا دافع أساسي لبناء مدينة بديلة تتبع لها القرى الكردية التي تنتشر في المنطقة.
ومن المعلوم إن مدينة "سروج" الواقعة بجانب الشمالي لكوباني مسافة 8 كلم، وكانت مركزاً للمنطقة الواقعة بين أورفا إلى ضواحي الرقة جنوباً، حيث كانت تدار جميع المنطقة بين جنوب أورفا وشمال الرقة من مركز مدينة سروج التي تم إلحاقها بالدولة التركية بعد عام 1923، وفي العصور القديمة، بنى السوبارتين مستوطنة لهم في المنطقة، وكانت المدينة مركزاً لصنع الحرير، وخلفها عدد من حضارات بلاد ما بين النهرين. جعل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول المدينة تحت سيطرة مدينة الرها، والتي تُعرف حديثاً بمدينة شانلورفا. ويتواجد فيها كنيسة كاثوليكيّة تحتفظ بكرسي الأسقفيّة وهو ما يؤكد على التواجد المسيحي رغم إن الوجود المسيحي فيها نادر جداً، وهو ما يؤكد على إن سكان المدين الكرد كانوا قبل وصول الإسلام كانوا مسيحيين.. مرّ فيها الإمبراطور جوليان عام 3م، وذلك أثناء عبوره من أنطاكية إلى نهر الفرات. في عام 1098م، أحكم الصليبيّون السيطرة عليها، ومن بعدهم سيطر عليها المسلمون في عام 1127م، ودمّرت المدينة إثر الغزوات المغوليّة. في عام 1517م، تمّ ضمّهاسليم الأوّل إلى الإمبراطوريّة العثمانيّة. في عام 1918م، احتلها الإنجليز. في عام 1919م، احتّلها الفرنسيون، وتمّ تحريرها لاحقاً، إثر أعمال المقاومة المحليّة، وتُعدّ اليوم مدينة كرديّة.
الحدود بين تركيا وسوريا، حيث بنى الكرد مدينة كوباني بعد تقسيم القبائل الكردية بين تركيا وسوريا، لتتبع جميع القرى والأقضية الكردية في الجزء السوري إلى مدينة كوباني. وتعتبر كوباني مدينة حديثة مقارنة بالمناطق الأثرية التي كانت تجاورها، لا سيما قرية شيران الأثرية، ولأهمية موقع كوباني بعد إقامة الشركة ألمانية التي أنشأت بدورها خط قطار الشرق عام 1912 أصبحت لتلك المنطقة دور محوري في إبراز تطور سريع لدفع التجمعات السكانية الصغيرة إلى تحويلها مركزاً مصغراً للتسوق، وخاصة لقربها من التجمعات السكانية في سروج ومدينة رها " أورفا" الكبيرة، كان يقصدها الساكنين على مسافات بعيدة لإبتضاع حاجياتهم، وبدل التوجه إلى مدينة رها التي تبعد مسافة ساعات بدأت كوباني بالتطور والتحول إلى مركز سوق يقصده الناس. إلى جانب مياه شرب بوفرة في كوباني لوجود ثلاث نبوع شكل شبه تجمع مياه كان يقصده سكان الصحراء أوقات الصيف لوجود مناخ رطب وجيد، ولأن المنطقة برمتها كانت خادعة للعشائر البارازية وكانت تسمى "بريا برازا" صحراء البرازية، والتي تمتد من كوباني إلى حوض الفرات من الجهة الشمالية وصولاً لمنطقة الطبقة التي تقع غربي مدينة الرقة بـ 50 كلم.
الكوبانيين كانوا يتحكمون بمجرى النبعين أثناء قدوم عرب الرحل من صحراء الرقة الجنوبية، وكما هي العادة حتى الآن يتم السماح للمراعي مقابل الحصول على بعضاً من منتجاتها، في الوقت الذي لم يسمح للرحل في الإندماج مع اهالي المنطقة، حيث تمتخصيص أطراف نبع واحد كل ما جاءت الرحل في الصيف تم محاصرتهم هناك، وسمي النبع بـ " كانيا عربا" مكان الوافدين المؤقتين، بينما بقيا النبعين الكبيرين مع الحوض مركزاً لحاجيات البلدة.مع تكاثر عدد السكان في المنطقة وتحويل كوباني إلى مركز تتبعه مئات القرى، بدأت اليد العاملة والتجار الكرد في التوجه إلى التجمع داخل المدينة، حتى أصبحت تلفت نظر الإنتداب الفرنسي الذي اتخذها مركزاً للريف الممتد بين منبج وسري كانيه والرقة، حيث بنيت فيها المخافر الفرنسية ومنها مبنى ( سرايا ) " التي تحولت مع إستلام نظام البعث إلى مركز سجل المدني ومديرية المنطقة" كما خطط الفرنسيين بعض شوارعها التي لا تزال تظهر معالمها حتى الآن.
- تتكون كوباني من مركز المدينة و 344 قرية
- عدد السكان 350,000
- نسبة الكرد فيها 99%
- نسبة العرب : 1%
الإقتباس:
- كتاب: ديموغرافية شمال سوريا /غربي كردستان ( تاريخ .. حقائق .. أرقام ) للباحث إبراهيم كابان
التعليقات