لم ينقطع الحياة يوماً على هذه الأرض عبر التاريخ، وإن كانت قامشلو مدينة حديثة بدأت بنائها بعد عام 1926 إلا أن النشاط الحيوي للمنظومات والإدار...
لم ينقطع الحياة يوماً على هذه الأرض عبر التاريخ، وإن كانت قامشلو مدينة حديثة بدأت بنائها بعد عام 1926 إلا أن النشاط الحيوي للمنظومات والإدارات التي بناها - أجداد الكرد القدماء – حولها قديمة جداً، حيث على بعد بضع كيلومترات قليلة تقع أقدم مدينة سوبارتية ميتانية هورية ( أوركيش – تل موزان)، وبإعتبار إن نهر الجقجق كان كبيراً في مجراه كانت لها دور فاعل وبارز في تحركات الناس آنذاك، مما يؤكد لنا إن معظم المدن الكردية الجديدة في الجزيرة لها جذور تاريخية وإن كانت بنائها في مواقع قريبة من المدن الأثرية القديمة.
وأيضاً لايمكن فصل مدينة قامشلو الحديثة عن مدينة نصيبين التي تعود تاريخها إلى الألف الثانية قبل الميلاد، حيث بناها السوبارتيين "الهوريين" وأحفادهم الكردوخيين.
وهو ما نلاحقه من خلال النظر إلى الحدود الحديثة بين سوريا وتركيا وعملية تقسيم المدن الكردية بين الدولتين، وطبيعة أقدمية هذه المدن إما فوق الحدود أو تحته كما هو المتعارف عليه، وهذا ما نشاهده في سري كانيه ومسألة قدمها أكثر من الجزء الملحق بتركيا، إلى المدن الأثرية في منطقة عامودا وتبعية ريفها الشمالي ضمن الحدود التركية الحالية. وعكس ذلك نجده في قامشلو حيث المدينة القديمة فوق الحدود والجديدة تحتها، أما قضية الاسماء الحديثة والقديمة هي مسائل طبيعية تكونت حسب الدول التي تحكم بأجزاء كردستان.
ويمكننا أن نفهم اكثر من خلال الرويات حول أسم مدينة قامشلو، حيث كان نهر الجقجق في قوته قبل مائة سنة، وكانت تحيط بمجراه الكثير من القصب، فكان الأهالي في نصيبين يسمون هذا الجزء من المدينة بمنطقة القصب – قاميش- وهذا أيضاً يفيد في مسألة نسب الاسم إلى معنى أخر من خلال فهم مسألة تربية الجواميس في تلك النقطة، والتي تسمى بـ كاميش. في اللغة الكردية، مناطق تربية كاميش.
أنا أرجح أسم قامشلو إلى كاميش بعد إضافة حرف لو كما هو الحال لدى التحريف للأسماء العربية كردياً، مثال: /مصطفى – مصطو/ محمد – حمو/ مسلم – مسو/، وهذا يعني إن عملية التحريف في أسم كاميش حصل كردياً، وليس كما اورده البعض في أن المردنلية حوروها.
وعموماً إن هذه الإيضاحات لا تغير معنى قاميش أيضاً، فهي كلمة كردية تعني القصب، لأن المفردات الكردية والعربية كثرت إستخدامها في اللغة التركية أيضأً خلال سيطرة السلطنة العثمانية على المنطقة.
ومن المفيد التذكير إن هذه الاسماء الكردية تم ورودها كثيراً في أسماء المدن، ويمكن ملاحظة عملية التحوير في أسم: كري كاميش ( جرابلس ) حيث أضاف العرب الـ ج على ك، وهو تحوير مستخدم كثيراً في اللهجة العراقي، واللهجة الخليجية العربية، حيث قدمت منها القبائل الرحل نهاية القرن التاسع عشر إلى جنوب روجآفا- ويتحور ( ج = چ، و : ك إلى ج).
كما إن العرب يسمون قامشلو بـ كاميش لي، وهذا يفيد أيضاً بترديدهم الاسم الكردي لهذا الحي من مدينة نصيبين.
اختار الفرنسيين هذا الموقع لبناء مدينة حديثة عام 1926 لوجود نهر جقجق ومدينة نصيبين بجانبها ومحطة قطار - حلب نصيبين -.
- تتألف قامشلو من: 133 قرية
- عدد سكانها: 475000
- نسبة الكرد فيها: 75-80%
- نسبة الآشوريين والسريان والكلدان والجاجان والأرمن والماردلية واليهود : 10%
- نسبة العرب قبل 1972 3%، وفي 2011 ما يقارب 15%
الإقتباس:
- كتاب: ديموغرافية شمال سوريا /غربي كردستان ( تاريخ .. حقائق .. أرقام ) للباحث إبراهيم كابان
التعليقات