في ظل التطورات الجارية في سوريا، ولا سيما الجهود المستمرة لتحقيق التوافق بين الأحزاب الكردية وفتح قنوات الحوار مع دمشق، يبرز دور المجتمع الم...
في ظل التطورات الجارية في سوريا، ولا سيما الجهود المستمرة لتحقيق التوافق بين الأحزاب الكردية وفتح قنوات الحوار مع دمشق، يبرز دور المجتمع المدني الكردي كعامل مؤثر في هذا المسار، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثيره على مستقبل القضية الكردية وآفاق الحلول المطروحة. وفي هذا الإطار، أجرى موقع "جفاكامه كوم" حوارًا خاصًا مع المحامي جوزيف رشو، الناطق الإعلامي لمنظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكردي، للوقوف على رؤية المنظمة بشأن هذه التطورات وانعكاساتها على المشهد السياسي الكردي في سوريا.
س. كيف تقيمون رؤية منظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكوردي تجاه التطورات في سوريا، وخاصة فيما يتعلق بمحاولات التوافق بين الأحزاب الكردية للحوار مع دمشق؟ وهل تعتقدون أن هذه الجهود يمكن أن تؤدي إلى نتائج ملموسة تخدم الحقوق الكردية؟
ج. إن توحيد الأحزاب الكردية في صف واحد هو خطوة نراها بمثابة انتصار لكردستان، لأن الفرقة كانت دائماً من أكبر العوائق أمام القضية الكردية. أما فيما يخص المفاوضات المرتقبة في دمشق، فمن الضروري أن تتسم الأحزاب الكردية المتوحدة بالشفافية، سواء في الاتفاق أو عدم الاتفاق مع دمشق، لأن من حق الشعب الكردي أن يعرف بوضوح من يقف إلى جانبه ومن يعارض حقوقه.
س. ما مدى تأثير الحراك المجتمعي، وخاصة منظمات المجتمع المدني الكوردي، على مسار التحركات السياسية للأحزاب الكردية في سوريا؟ وهل ترون أن المجتمع المدني قادر على لعب دور فاعل في تضمين الحقوق القومية الكردية في أي تسوية سياسية مستقبلية؟
ج. حاليًا، لا يمكننا تحديد مدى استماع الأحزاب الكردية لصوت المجتمع المدني، لكن الحل الأمثل هو كسب الشعب الكردي إلى صف المجتمع المدني، ليكون لدينا تأثير مباشر على الأحزاب ودفعها نحو الاستجابة للمطالب الشعبية. أما بالنسبة لمنظمتنا، فإن الانخراط المباشر في العلاقات السياسية قد لا يكون في مصلحتنا، لأننا كمجتمع مدني نسعى للحفاظ على استقلاليتنا. ولكن يمكن أن يكون هناك جناح سياسي غير معلن يعمل على بناء الثقة مع الشعب وتوجيه السياسات العامة دون التورط المباشر.
س. برأيكم، إلى أي مدى يمكن لمنظمات المجتمع المدني الكوردي في أوروبا أن تؤثر على قرارات الأحزاب الكردية في سوريا؟ وهل تمتلك هذه المنظمات الأدوات والقدرة على الضغط لتوجيه السياسات الكردية نحو تحقيق مكاسب قومية حقيقية؟
ج. يتوجب علينا كمجتمع مدني أن نعمل بجد ونشاط على المنصات المختلفة، وأن نكون أكثر حضورًا في المؤتمرات والفعاليات السياسية في أوروبا، مما سيتيح لنا فرصة أكبر للتأثير على الرأي العام الكردي. ومن وجهة نظرنا، يجب أن يكون المجتمع المدني أكثر ذكاءً سياسياً من الأحزاب نفسها، ليصبح الجسر الذي يربط بين الأحزاب والشعب، وهذا هو الحل الأمثل لتحقيق مكاسب قومية حقيقية.
أجرت الحوار: شانا قاسم
جافا كرافيك: هوزان عامودي
التعليقات