بقلم: مهدي كاكائي "ساسان" هو الجد الأعلى لملوك الساسانيين. ينتمي "ساسان" الى قبيلة "شوانكاره" الكوردية ("...
بقلم: مهدي كاكائي
"ساسان" هو الجد الأعلى لملوك الساسانيين. ينتمي "ساسان" الى قبيلة "شوانكاره" الكوردية ("شوانكاره" تعني بالكوردية "الراعي") التي كانت تقطن إقليم فارس[1]. زوجة ساسان كانت بنت أحد شيوخ العشائر الكوردية التي كانت تُدعى (باز رَنكي) و التي تنتمي الى قبيلة "شوانكاره" أيضاً. نشأت هذه العائلة في المنطقة الكوردية التي كانت تقع في إقليم فارس.
للمضي في إثبات كون الساسانيين من الكورد، نشير الى الرسالة التي كتبها و أرسلها آخر ملوك الأشكانيين الفرس، الملِك (أردوان الخامس) الى الملِك الساساني "أردشير" و الذي في هذه الرسالة يُهين الملِك "أردشير" و ينظر إليه بإزدراء. تمت قراءة هذه الرسالة المُهينة من قِبل الملِك الساساني في البلاط الملكي و بحضور رعية الدولة الساسانية. مما جاء في الرسالة المذكورة ما يلي: (إنكَ قد عدوتَ طوركَ و إجتلبتَ حتفكَ أيها الكُردي المُربّى في خيام الأكراد، مَن أذِنَ لك في التاج الذي لبسته؟). يشير الى هذه الرسالة كل من الطبري[2] و إبن الأثير[3].
كما يذكر ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان"، الذي إستغرقت كتابته من عام 1224 الى عام 1228 الميلادي[4]، بأن السلاطين الساسانيين عندما بنوا مدينة "المدائن"، قاموا ببناء حي ضمن المدائن، أطلقوا عليه إسم "كورد آباد"، تيمُّناً بإنتمائهم القومي للشعب الكوردي و الذي يعني "الحي المبني من قِبل الكورد". إسم مدينة (المدائن) هو "ماديان" باللغة الكوردية و الذي يعني "ماديون أو ميديون" الذين هم أسلاف الكورد، حيث تم تحويره من قِبل العرب الى "المدائن" و أطلق الفُرس عليها إسم "تيسفون". قام الملِك الساساني، أردشير أيضاً ببناء مدينة خاصة بالكورد قرب مدينة الموصل الحالية و سماها "بوذ أردشير"[5].
ملوك الساسانيين كانوا يُلقّبون ب"خاسرَو". الكلمة مؤلفة من الكلمتين الكورديتَين "خاس" التي تعني "جيد" باللهجة اللورية الكوردية[6] و كلمة " رَو" التي تعني "تصرّف أو سلوك"، و بذلك كلمة "خاسرَو" تعني "ذو تصرف جيد" أي "إنسان محترم و ذو منزلة عالية". الفُرس أخذوا هذا اللقب من الكوردية و حوّروه الى "خُسرَو"، حيث لا توجد كلمتَي "خاس" و " رَو" في اللغة الفارسية. العرب بِدورهم قاموا بتعريب هذه الكلمة فأصبحت "كِسرى أو كَسرى". كما أن إسم ثلاثة ملوك ساسانيين هو (يزدكورد).
العائلة الفضلوية التي أسست الإمارة الفضلوية (1155 – 1432 م)، تنتمي الى قبيلة شوانكاره الكوردية، وكان أفراد هذه العائلة من سلالة ملوك ساسان[a]. من الجدير بالذكر أنّ هذه الإمارة أُقيمت في جنوب شرقي لورستان و دام حكمها لمائتين و سبعة و سبعين عاماً. كانت المملكة تضم لورستان و تمتد الى ضواحي مدينة أصفهان و في بعض الفترات كانت تضم أيضاً مقاطعة خوزستان و مدينة البصرة.
اللهجة الهَورامية الكوردية هي نفسها اللغة الپهلوية التي كانت لغة الساسانيين، حيث يذكر العلّامة مسعود محمد بأنه جاء في كتاب (المعجم في معايير اشعار العجم) لمؤلفه شمس الدين محمد بن قيس الرازي ما ترجمته من الفارسية الى العربية ما يلي: { وجدتُ أهل العراق مشغوفين بإنشاء وإنشاد الفهلوية (الپهلوية)، بل أنّه ليس من لحن لطيف جاء من القول العربي والغزل الدري (الفارسي) هزّ قلبهم وطبعهم مثل:
{لحن أورامَن (هورَمان) وبيت پهلوي}[7]. البيت الشعري (لحن أورامَن (هورَمان) و(بيت پهلوي) يُشيد بالغناء الهورَماني وأنّ لحن الغناء مرتبط بِلغته وهذا يشير بِوضوح أنّ اللهجة الهَورَمانية هي اللغة الپهلوية.
بالنسبة للفرس، في زمن الدولة الساسانية، تمّ إبتكار لغة فارسية جديدة مع مجئ الساسانيين للحُكم وإختفاء الحُكم الأشكاني في سنة 226 قبل الميلاد. هذه اللغة الجديدة المُستخدَمة في العهد الساساني، تُسمّى (اللغة الپارسیکية) للتمييز بينها وبين اللغة الفارسية القديمة والفارسية الحديثة[8].
مما سبق ندرك أنّ الساسانيين كانوا كورداً وأنّ معركة القادسية التي وقعت بين المسلمين العرب، بقيادة سعد بن أبي وقاص و الساسانيين في عهد آخر ملوكهم، (يزدكورد الثالث)، كانت معركة بين العرب و الكورد، إلا أن محتلي كوردستان قاموا بتزوير التأريخ و سرقة التأريخ الكوردي و إعتبروا الساسانيين من الفرس.
المصادر:
1. ابن البلخي (؟). فارسنامه، فصل احوال شبانكاره و كُرد و فارس. طبع اوروبا، صفحة 146. (باللغة الفارسية).
2. الطبري. المجلد الثاني. طبع مصر، صفحة 57.
3. إبن الأثير. الكامل في التأريخ، المجلد الأول، صفحة 133.
4. ياقوت الحموي. معجم البلدان. المجلد السابع، صفحة 413.
5. ليسترنج، ك. بلدان الخلافة الشرقية. ترجمة بشير فرنسيس وكوركيس عواد، مطبوعات المجمع العلمي العراقي، مطبعة الرابطة، بغداد، 1954.
6. دهخدا، على اكبر. لغت نامه. جلد ششم، جاب دانشگاه تهران، سنة 1345 ﻫ ق، صفحة 9307. (باللغة الفارسية).
7. مسعود محمد. لسان الكرد. 1984، صفحة 60 – 61.
8. نفس المصدر السابق، صفحة 39.
a. http://neyrizema.ir/texts.php?portal=tarikh&id=2978
التعليقات