يسكن الجبل أغلبية كردية، ويشتهر بغاباتها الكثيفة وامتدادها على ثلاث محافظات سورية " إدلب – اللاذقية - حماه " وينقسم الجبل إلى منطق...
يسكن الجبل أغلبية كردية، ويشتهر بغاباتها الكثيفة وامتدادها على ثلاث محافظات سورية " إدلب – اللاذقية - حماه " وينقسم الجبل إلى منطقتين - ناحيتي " كنسبا – سلمى" وتتعبهما عدد كبير من القرى تتجاوز 65 قرية أبرزها :( وكباتي ودورين وعكو وشلف والمريج وترتياح ومرج خوخة وكفردلبة والكوم والمارونيات والمريج وساقية الكرت وبسوفا وعين القنطرة ووادي باصور والعيدو وشلف وبللة ومجدل كيخيا وطعوما وآرا وبروما وكدين ودويركة وعكو والكبانة والدوير ونحشبا وعرافيت وأبو ريشة ومزين وكفرتة ووادي الشيخان والحمرات وسحاقير وعين الحور وبوز الخربة وشير قبور وبرزة والسرمينية والحدادة وأرض الوطى والمشرفة والقساطل ، والكندة وتردين وأوبين واليونسية عشرات القرى والبلدات الأخرى داخل محافظة إدلب.
وفق تقدير الإحصاءات تبلغ عدد سكان جبل الأكراد 100,000 نسمة في الجزء الواقع ضمن محافظة اللاذقية، فيما يقدر عدد سكان الجزء الواقع ضمن محافظة إدلب بـ 40,000، بينما يقدر الجزء الصغير ضمن محافظة حماه بـ 17,000، يتوزعون بين أربعة عشائر كردية وهي:
- شيخان- موشان – عوجان – كيخيا
وهي جزء من نفس الاسماء القبائل الكردية المنتشرة في الجزيرة وكوباني وعفرين وباشوكا، وتجمع أهالي جبل الأكراد صلة قرابة في تركيبتها الأسرية والعشائرية مع منطقة عفرين.
- نسبة الكرد في جبل الأكراد 95% إلى جانب أقليات المسيحية وأرمنية وعلوية ومرشدية.
------------------ هوامش
لم يكن جبل الأكراد يوماً منطقة منفصلة عن مركزيتها جبل كرداغ – مقاطعة عفرين - سواء في الفترات التاريخية التي تعود إلى الإمبراطورية الميتانية والهوريين أو في العهد الإسلامي الذي ظهر فيها جبل الأكراد والمناطق التابعة لها والمطلة على البحر المتوسط تحركاً كردياً واسعاً أعتمد عليها الزنكيين والأيوبين في معاركه ضد الصليبيين، فكان الجبل بوابة الحملات الكردية عبر التاريخ في تأمين منفذ بحري، حيث اعتمد صلاح الدين والدولة الأيوبية على هذه المنطقة الهامة خلال معاركه المتعددة لكردية أهلها من طرف، ووجود مناخ ملائم لإستقدام عناصر جيش الدولة الأيوبية الكرد من الجزيرة. وتفيد الأبحاث التاريخية إن صلاح الدين الأيوبي شكل لواء كردياً في جبل الأكراد.
تعتبر هذه المنطقة جزء لا يتجزء من ديمغرافية جبل كرداغ – مقاطعة عفرين – لقربها من عفرين، وإن كانت العمليات التصهير القوموية التي أنتهجها النظام البعثي في خلق فجوة بين مقاطعة عفرين وجبل الأكراد من الناحية الجغرافية بعد مد محافظة إدلب لتدخل فاصلاً، ويتم بذلك عمليات التعريب واسعة في القرى والبلدات التي تقع ضمن محافظة إدلب بين منطقة عفرين وجبل الأكراد، ولم يكن ذلك ببعيد عن إجراء عمليات التعريب بحق اهالي جبل الأكراد وقراها، إلا أن أهالي جبل الأكراد ظلت تحافظ على عاداتها وتقاليدها الكردية، فيما عملية عزلهم ومحاصرتهم من قبل النظام خلال العقود الستة الماضية أستطاع إدخال عنصر اللغة العربية أمام عدم وجود أية فعالية كردية من خارج جبل الأكراد في دحر تلك المشاريع، فبقيا جبل الأكراد محافظين على عاداتهم الكردية دون بقاء اللغة الكردية، فيما تم محاصرة معرفة بعض الحديث باللغة الكردية عند كبار السن وبعض اللذين حصل بينهم ومناطق كردية اخرى تماس وتصاهر، وطبعاً لم تتجاوز ذلك الحالات الفردية. وفي المقابل نجح النظام في منع وصول أي نشاط سياسي أو ثقافي كردي إلى الجبل.
يعتبر جبل الأكراد المنطقة الكردية الوحيدة في سوريا أستطاعت الحصول على شبه حكم ذاتي خلال فترة الانتداب الفرنسي، بعد فشل الفرنسيين في إحتلال الجبل، وبعد معركة وطيسة شهدتها منطقة " كري سور" التلال الحمر- بجانب ناحية سلمى التي تم حرقها بعد قصفها بالطائرات في عشرينيات القرن العشرين، حيث ظهر السياسي الكردي إبراهيم هنانو في زعامة هذه الثورة ضد الإنتداب الفرنسي والتي أنتهت بإستيلاء الفرنسيين على كافة الجبل وسوريا.
الإقتباس:
- كتاب: ديموغرافية شمال سوريا /غربي كردستان ( تاريخ .. حقائق .. أرقام ) للباحث إبراهيم كابان
التعليقات