نتابع بتمعن التطورات الحاصلة في دير الزور وإصدائاتها في الحسكة وقامشلو، بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري، ونعتقد إن السبب الرئيسي ا...
نتابع بتمعن التطورات الحاصلة في دير الزور وإصدائاتها في الحسكة وقامشلو، بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري، ونعتقد إن السبب الرئيسي الذي يقف وراء هذه المواجهات هي الأهداف التخريبية للنظام السوري حيال الإدارة الذاتية والقضية الكردية، والتهرب من عقد إتفاقيات علنية ورسمية للإعتراف بالواقع الموجود على الأرض، ومحاولة العبث بأمن وإستقرار المنطقة والتهرب من حلول سلمية سورية - سورية لإنهاء الأزمة، والتحول الديمقراطي نحو دول إتحادية ذات هوية تعددية.
لذا يلتجئ هذا النظام إلى تنفيذ هجمات تخريبية من خلال أدواته المتعددة والمدعومة من الميليشيات الإيرانية، ومن ثم تتدخل روسيا كجهة دولية للتهدئة بين الطرفين، فيما نعتقد إن الطرف الروسي يقف وراء معظم التحركات النظام وتلك المجموعات الإجرامية في دير الزور، إلى جانب إعطاء المجال للنظام في توسيع رقعة تواجده وتأثيره في المنطقة ليصل في كل مرة إلى مستويات أكبر ويشكل بذلك خطراً حقيقياً على مستقبل المنطقة.
إن النظام السوري غير صادق ويحاول التركيز على الحلول المؤقتة والتهرب عن الإعتراف الحقيقي بالقضية الكردية، وتحركات الميليشيات الإيرانية في دير الزور يشكل خطراً حقيقياً على أمن وإستقرار المنطقة، ولا يمكن الإطمئنان للدور الروسي، حيث يشرعن للنظام كسب مزيداً من الوقت من خلال التهدئة الغير رسمية، وخلال المراحل القادمة سوف يزيد من دعمه للمجموعات المرتزقة بدير الزور وكذلك داخل الحسكة وقامشلو. وتدفع بتلك المجموعات إلى مهاجمة نقاط قوات سوريا الديمقراطية في عقر دارها وكذلك المناطق المدنية كما حصل في هجمات المجموعات المخربة بدير الزور ليقع نتيجة لذلك مزيداً من الضحايا المدنيين، ومن ثم تتدخل روسيا بالمصالحة الشكلية دون وجود أية أتفاقيات كتابية وموقعة.
إننا في منظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكردي، في الوقت الذي نؤكد فيه موقفنا كمجتمع مدني على السلم الأهلي وضورة إيجاد حلول مستدامة لحماية المدنيين، إذ نشدد على ضرورة توجه الإدارة الذاتية نحو دفع النظام للتوقيع معها إتفاقيات رسمية في عمليات التهدئة التي تحصل برعاية روسية، وبذلك يتم ضبط النظام وأدواته التخريبية في المنطقة، ويتم محاسبتهم إذا أخترقوا الإتفاقيات، وكذلك تكسب الإدارة الذاتية الشرعية من خلال هذا التحرك القانوني. بينما تحقيق التهدئة من خلال الإتفاقيات الشفهية التي لا تعطي أية شرعية قانونية للإتفاق وكذلك يعطي المجال الكافي للنظام في توجيه دفة حربها الإعلامية والعسكرية والسياسية لتشويه الإدارة الذاتية من جانب، وكذلك تقوي نفوذها في مناطق الإدارة الذاتية.
لقد ثبت التجربة السورية خلال سنوات الثلاثة عشر إن النظام السوري يستخدم خطط وإستراتيجية من شأنها تحقيق أهدافه على حساب أية قوى ديمقراطية سورية، ولم يحترم هذا النظام أية قوانين والأعراف الدولية في إحترام حقوق الإنسان والمجتمع المدني، وممارساته الإرهابية ظاهرة للعيان، وما حصل مؤخراً في دير الزور خير مثال على إستمرار هذا النظام بدعم المجموعات الإرهابية والمرتزقة تحت يافطة " العشائر العربية " وتسليحها وتدريبها وبناء الخلاية النائمة في مناطق دير الزور، وكذلك تحصين وجودها داخل المربعات الأمنية في مدينتي الحسكة وقامشلو، وتأليب الرأي العام في المنطقة ضد الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية من خلال بث الحقد والكراهية وتهديد السلم الأهلي بين المكونات. ونعتقد إن النظام السوري سوف يستمر في دعم المخربين وتوسعة رقعتهم من خلال العناصر البعثية وبعض الحاقدين على مشروع الإدارة الذاتية وإن لم يظهر ذلك في وقت قريب إلا أن مخططات النظام السوري والميليشيات الإيرانية بعيدة المدى، كما يحصل الآن من عملية تقاطع المصالح بين الداعش والميليشيات الإيرانية والنظام السوري والمجموعات المخربة.
- السلم الأهلي يبدأ من الإعتراف المتبادل والحوار الجاد بين الأطراف المتصارعة لإنهاء الأزمات
- المجتمع المدني صمام الأمان في حماية الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان
- حل القضية الكوردية في سوريا هو بوابة لحلحلة الأزمة السورية
13 آب/أغسطس 2024
الهيئة الإدارية
لمنظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكردي
التعليقات