عقدت الهيئة المنطقية لمنظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكوردي اجتماعها الدوري في تاريخ 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، بحضور رئيس المنظمة وأعضاء الهيئة القيادية واللجنة المنطقية. جاء الاجتماع في إطار المتابعة الدورية للأعمال وتقييم الاتجاهات العامة في ضوء المتغيرات السياسية والتنظيمية.
أولاً: المحور السياسي والتحليل العام
استهلّ رئيس المنظمة الاجتماع بالتأكيد على أن منظمة الجيوستراتيجي هي منظمة تعمل في المجال المدني، ولا تمارس النشاط الحزبي، غير أن طبيعة اللحظة التاريخية للقضية الكوردية تفرض على مؤسسات المجتمع المدني القيام بتحليل التطورات السياسية من أجل فهم النتائج واستشراف انعكاساتها على المجتمع الكوردي وحقوقه القومية.
قدّم رئيس المنظمة عرضاً تحليلياً موسعاً لمشهد الأحداث في سوريا، وروجافا، وكوردستان. تضمن العرض قراءة معمّقة للدور الإقليمي والدولي، والتجاذبات بين القوى المتصارعة في سوريا، إضافة إلى محاولات إعادة إنتاج المركزية السياسية عبر مسارات تبدو إصلاحية من الخارج، ولكنها في جوهرها تعيد فرض الاستبداد بصيغ جديدة.
بعد ذلك، شارك أعضاء الهيئة بمداخلاتهم وتحليلاتهم، وتركّز النقاش على ضرورة قراءة اللحظة السياسية بوعي مدني استراتيجي، يمنع انزلاق المجتمع الكوردي نحو التجاذبات الحزبية ويدعم وحدة الموقف القومي.
تم التأكيد خلال النقاش على أن:
- الشعب الكوردي لا يطالب بامتياز، بل بحقه الطبيعي والقومي كأمة أصيلة على أرضه التاريخية.
- أي عملية سياسية في سوريا لن تكون ذات معنى إذا لم تتضمن اعترافاً دستورياً واضحاً بحقوق الكورد القومية، وباللغة الكوردية كلغة رسمية.
- مستقبل سوريا يجب أن يكون ديمقراطياً ولا مركزياً، بما يتيح للكورد إدارة شؤونهم بأنفسهم ضمن إطار قانوني واضح يحمي الخصوصية الثقافية والديموغرافية والسياسية.
ثانياً: المحور التنظيمي وتطوير العمل المدني
انتقل الاجتماع إلى مناقشة الوضع الداخلي للمنظمة، حيث تم التوقف عند التوسع الذي حققته الجيوستراتيجي خلال العام الأخير في أوروبا وروجافا، وإمكانية تحويل هذا الانتشار إلى تأثير مدني فعلي في الشارع الكوردي في سوريا والمهجر.
ركز النقاش على ضرورة:
- تعزيز الحضور المدني داخل المجتمع، عبر نشاطات وورش عمل وحوارات مجتمعية.
- الاستفادة من الطاقات الجديدة، وخاصة الشباب والنساء، وعدم اقتصار العمل على الجانب الإداري التقليدي.
- إعادة تطوير الهياكل التنظيمية للمنظمة بما يتناسب مع حجم العمل والتوسع الجغرافي.
ختام الاجتماع
اختُتم الاجتماع بروح توافقية إيجابية، حيث عبّر أعضاء الهيئة عن إدراكهم لمسؤولية المنظمة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ القضية الكوردية. وأكد الحضور أن قوة المجتمع الكوردي لا تأتي من السلاح ولا من الانقسامات الحزبية، بل من وحدة القرار، ووضوح الثوابت، والتنظيم المدني الواعي.
إن منظمة الجيوستراتيجي ترى أن الدفاع عن الثوابت القومية للكورد لا يكون بالصوت المرتفع فقط، بل بالعمل المدني المنظم، وبالتحليل العميق، وببناء وعي جماعي قادر على حماية الحقوق في أي تسوية سياسية قادمة.
كما أُعيد التأكيد في ختام الاجتماع على أن المنظمة ستواصل:
- متابعة التطورات السياسية وتحليلها بهدف توعية المجتمع.
- توسيع أنشطتها المدنية والمجتمعية داخل كوردستان وخارجها.
- دعم وحدة الصف الكوردي بوصفها أعلى مبدأ استراتيجي في هذه المرحلة.
"نحن لا نقاتل من أجل الظهور، بل من أجل البقاء. لا نرفع الشعارات من أجل الحماسة، بل من أجل أن يبقى لشعبنا صوت وقرار ومستقبل." والتاكد إن عمل مدني ملتزم ـ ثوابت قومية راسخة ـ وعي يصنع المستقبل.. هو المسار الصحيح نحو بناء مجتمع كوردي موحد.
منظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكوردي
6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025

