تمرّ اليوم الذكرى الأولى لسقوط أحد أكثر الأنظمة دموية واستبداداً في تاريخ سوريا الحديث، نظام آل الأسد المرتبط عقائدياً وتنظيمياً بحزب البعث العربي الاشتراكي، والذي شكّل لعقود طويلة العدوّ الأكثر شراسة للشعب الكوردي وحقوقه الطبيعية. إن هذه المناسبة ليست مجرد تاريخ سياسي، بل لحظة استعادة للذاكرة الجماعية الكوردية التي دفعت أثماناً باهظة من الدم والهوية والوجود خلال أكثر من نصف قرن.
لقد مثّل حزب البعث العربي الاشتراكي منذ عام 1963 الإطار الإيديولوجي الذي غُذّي به مشروع صهر الهويات وفرض العروبة القسرية على جميع المكوّنات، وعلى رأسها الشعب الكوردي. ومع وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1970، انطلقت المرحلة الأخطر في تاريخ الكورد في سوريا، حيث ربط الأسد الأب كل أدوات الدولة بسلطة البعث، وطبّق أعمق السياسات العنصرية بحق الكورد. بدءاً من مشروع “الحزام العربي” والتغيير الديموغرافي، ومروراً باغتصاب الأراضي وتجريد مئات الآلاف من الجنسية، وليس انتهاءً بمحاولات محو الهوية الكوردية من المجال العام. لقد شكّل البعث—تحت قيادة الأسد—المظلّة الرسمية لكل تلك الجرائم.
ثم جاء الابن المجرم بشار الأسد ليُكمل هذا المسار الإجرامي بلا تردد. فقد ارتكب جرائم مروّعة بحق أبناء شعبنا، كان أبرزها القتل المتعمّد لشباب الكورد خلال انتفاضة 2004، حين واجه النظام شعباً يطالب بالكرامة بالرصاص والقتل والاعتقالات. وعلى مدار 14 عاماً من الثورة السورية، ورغم هشاشته غير المسبوقة، رفض نظام بشار الأسد—تحت راية البعث—الاعتراف بالإدارة الذاتية أو بالوجود السياسي والوطني للشعب الكوردي، ما يؤكد أن العداء للكورد عقيدة مركزية في بنية البعث والأسد معاً، لا مجرد سياسة ظرفية.
وخلال الفترة الممتدة من 1965 إلى 2025، لم يعرف الشعب الكوردي عدواً أخطر على وجوده وحقوقه من هذا التحالف بين البعث وآل الأسد: الأب المجرم حافظ الأسد، والابن المجرم بشار الأسد، وأيتامهم من المجموعات الإرهابية التي ما زالت تحتل عفرين وسري كانيه وكري سبي، استمراراً لنهج الإبادة السياسية والاجتماعية التي زرعها هذا النظام عبر عقود.
ورغم سقوط بشار الأسد، إلا أن النظام الحالي الذي يقوده إطار “هيئة التحرير” ما زال يسير في خطى آل الأسد من خلال رفضه الاعتراف الدستوري بالشعب الكوردي، ومحاولته إعادة إنتاج نفس الذهنية الإقصائية واحتكار تعريف هوية سوريا. إن إعادة تدوير سياسات البعث تحت مسميات جديدة لن يؤدي إلا إلى إحياء صراعات الماضي وتهديد مستقبل البلاد واستقرارها.
وباسم المجتمع المدني الكوردي نؤكد أن سقوط بشار الأسد هو بداية جديدة في مسار بناء سوريا مختلفة، سوريا تقوم على التعددية والعدالة والشراكة الحقيقية بين جميع المكوّنات. ولأننا جزء أصيل من البلاد، نؤكد أن حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره داخل مناطقه، وإدارة شؤونه السياسية والإدارية والثقافية، هو حق غير قابل للمساومة أو الإنكار. إنه حق طبيعي، ديمقراطي، ويمثل حجر الأساس في أي عملية سلام أو دستور جديد لسوريا.
إن مستقبل سوريا لن يُبنى على نفي الكورد أو تجاهل واقعهم، بل على الاعتراف بهم بوصفهم شريكاً مؤسساً في الدولة القادمة، وامتلاكهم الحق الكامل في إدارة مناطقهم، وصياغة مستقبلهم، وتمثيل إرادتهم الحرة دون وصاية أو تهديد.
المجد للشهداء
الحرية والكرامة للشعب الكوردي
والعدالة لكل ضحايا نظام البعث وآل الأسد
وحق تقرير المصير أساس مستقبلنا في سوريا الجديدة
لقد مثّل حزب البعث العربي الاشتراكي منذ عام 1963 الإطار الإيديولوجي الذي غُذّي به مشروع صهر الهويات وفرض العروبة القسرية على جميع المكوّنات، وعلى رأسها الشعب الكوردي. ومع وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1970، انطلقت المرحلة الأخطر في تاريخ الكورد في سوريا، حيث ربط الأسد الأب كل أدوات الدولة بسلطة البعث، وطبّق أعمق السياسات العنصرية بحق الكورد. بدءاً من مشروع “الحزام العربي” والتغيير الديموغرافي، ومروراً باغتصاب الأراضي وتجريد مئات الآلاف من الجنسية، وليس انتهاءً بمحاولات محو الهوية الكوردية من المجال العام. لقد شكّل البعث—تحت قيادة الأسد—المظلّة الرسمية لكل تلك الجرائم.
ثم جاء الابن المجرم بشار الأسد ليُكمل هذا المسار الإجرامي بلا تردد. فقد ارتكب جرائم مروّعة بحق أبناء شعبنا، كان أبرزها القتل المتعمّد لشباب الكورد خلال انتفاضة 2004، حين واجه النظام شعباً يطالب بالكرامة بالرصاص والقتل والاعتقالات. وعلى مدار 14 عاماً من الثورة السورية، ورغم هشاشته غير المسبوقة، رفض نظام بشار الأسد—تحت راية البعث—الاعتراف بالإدارة الذاتية أو بالوجود السياسي والوطني للشعب الكوردي، ما يؤكد أن العداء للكورد عقيدة مركزية في بنية البعث والأسد معاً، لا مجرد سياسة ظرفية.
وخلال الفترة الممتدة من 1965 إلى 2025، لم يعرف الشعب الكوردي عدواً أخطر على وجوده وحقوقه من هذا التحالف بين البعث وآل الأسد: الأب المجرم حافظ الأسد، والابن المجرم بشار الأسد، وأيتامهم من المجموعات الإرهابية التي ما زالت تحتل عفرين وسري كانيه وكري سبي، استمراراً لنهج الإبادة السياسية والاجتماعية التي زرعها هذا النظام عبر عقود.
ورغم سقوط بشار الأسد، إلا أن النظام الحالي الذي يقوده إطار “هيئة التحرير” ما زال يسير في خطى آل الأسد من خلال رفضه الاعتراف الدستوري بالشعب الكوردي، ومحاولته إعادة إنتاج نفس الذهنية الإقصائية واحتكار تعريف هوية سوريا. إن إعادة تدوير سياسات البعث تحت مسميات جديدة لن يؤدي إلا إلى إحياء صراعات الماضي وتهديد مستقبل البلاد واستقرارها.
وباسم المجتمع المدني الكوردي نؤكد أن سقوط بشار الأسد هو بداية جديدة في مسار بناء سوريا مختلفة، سوريا تقوم على التعددية والعدالة والشراكة الحقيقية بين جميع المكوّنات. ولأننا جزء أصيل من البلاد، نؤكد أن حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره داخل مناطقه، وإدارة شؤونه السياسية والإدارية والثقافية، هو حق غير قابل للمساومة أو الإنكار. إنه حق طبيعي، ديمقراطي، ويمثل حجر الأساس في أي عملية سلام أو دستور جديد لسوريا.
إن مستقبل سوريا لن يُبنى على نفي الكورد أو تجاهل واقعهم، بل على الاعتراف بهم بوصفهم شريكاً مؤسساً في الدولة القادمة، وامتلاكهم الحق الكامل في إدارة مناطقهم، وصياغة مستقبلهم، وتمثيل إرادتهم الحرة دون وصاية أو تهديد.
المجد للشهداء
الحرية والكرامة للشعب الكوردي
والعدالة لكل ضحايا نظام البعث وآل الأسد
وحق تقرير المصير أساس مستقبلنا في سوريا الجديدة
07.12.2025
المجتمع المدني الكوردي:
- منظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكردي
- جمعية المرأة الكردية – النمساوية
- المنظمة الألمانية الدولية للتنمية والسلام
- كوملى زوزان للفلكلور
- منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا
- تجمع المعرفيين الأحرار
- شبكة الجيوستراتيجي للدراسات

