يصادف الثامن عشر من آذار الذكرى السنوية السادسة لإحتلال منطقة عفرين من قبل الإحتلال التركي والمجموعات المرتزقة السورية. إنّ احتلال عفرين هو ...
يصادف الثامن عشر من آذار الذكرى السنوية السادسة لإحتلال منطقة عفرين من قبل الإحتلال التركي والمجموعات المرتزقة السورية.
إنّ احتلال عفرين هو اقتطاع جزء من الجغرافية السورية عامة والمنطقة الكردية خاصة، وتمزيق نسيج المجتمع السوري من خلال تعميق الفتنة بين الشعبين الكردي والعربي، إضافة لممارسات المحتلّ في تغيير الهوية التاريخية والاجتماعية لسكّان المناطق المحتلّة، ناهيك عن استهداف كافّة المراكز الحيويّة والصّحّية والخدميّة ودور العبادة، والأماكن المقدّسة والأثرية والتاريخية الّتي تشكّل إرثاً مجتمعيّاً للإنسانية جمعاء، ويبرز الحضارة الكردية المتجذرة في المنطقة.
لقد كان احتلال عفرين نتيجة مؤامرة إقليمية ودولية ظالمة، حيث شاركت فيها دول عدة سواء بدعم مباشر أو بصمت حيال ما حدث، مما أطيح للإحتلال التركي والمجموعات المرتزقة السورية المجال والمساحة الكافية لممارسة الجريمة المنظمة وعمليات التصفية العرقية والتغيير الديموغرافي بحق القومية الكردية، والإستيلاء على الممتلكات والأراضي والبيوت والمحلات نتيجة لعقد إتفاقيات أسيتانا بين النظام التركي والنظامين الإيراني والسوري وبدعم وتغطية روسية لإستيطان العرب السنة والتركمان في مناطق عفرين ورأس العين/ سري كانيه، وتل أبيض/ كري سبي وقباسيين، مقابل تفريغ المنطقة العربية السنية في الداخل السوري والعاصمة لصالح المشاريع الإيرانية والنظام الدكتاتوري في دمشق، كجزء من إستراتيجية إعادة فرز المجتمع السوري وفق المصالح التركية لإستيطان العرب السنة في المنطقة الكردية وإخلاء المنطقة العربية السنية من السكان لصالح المشاريع الإيرانية والنظام السوري. هذه العملية أنتجها إتفاقيات أستانة لتوزيع سوريا بين الإحتلالين التركي - الإيراني، ويدفع ثمنها الشعبين الكردي والعربي.
واليوم، بعد مرور ستة أعوام على الاحتلال، لا يزال وجماعاته المرتزقة السورية تمارس وبشكل يوميّ أفظع الانتهاكات والجرائم بحقّ المدنيين من قتل وخطف ونهب وسرقة لآثارها وحرق للطبيعة وعمليات قطع الأشجار وتدمير الغابات التي يرتبط بها أهالي عفرين، وتشكّل جزءاً من وجوده وهويته القومية الكردية.
إنّ شعبنا في عفرين والمهجّرين قسراً إلى مناطق الشّهباء والمناطق الأخرى، مستمرّون في مقاومتهم داخل المخيمات بصمودهم ومواجهتهم لظروف الحصار والقصف اليومي الذي يحصد أرواح المدنيين والأطفال والنساء، ولم يقطعوا أمل العودة إلى ديارهم، وواجب المجتمع الدولي والجهات الأممية المعنية بالملف السوري التحرك لإنهاء الإحتلال وأدواته حتى يعود الإستقرار والحياة إلى هذه المناطق كما كان قبل 2018.
إنّنا في منظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكردي في الوقت الذي تمرّ علينا هذه المناسبة الأليمة نستذكر كافّة شهداء مقاومة عفرين، ونحيّي شعبنا الصامد في مخيمات الشهباء والشتات. في الوقت الذي ندين فيه الصّمت الدّولي المريب أمام الجرائم والإنتهاكات التي يرتكبها الاحتلال وأدواته (مرتزقة الجيش الوطني) فإنّنا في ذات الوقت نناشد المجتمع الدوليّ باتّخاذ موقف جدّيّ حيال ما يحصل، والدّعوة لإنهاء الاحتلال والخروج من المناطق الكردية المحتلة في الشمال السوري.
منظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكردي
18.03.2024
التعليقات