في ظل الجهود الدولية الرامية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الكوردية في روجآفاي كوردستان، والمتمثلة في الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكورد...
في ظل الجهود الدولية الرامية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الكوردية في روجآفاي كوردستان، والمتمثلة في الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي، برعاية أمريكية وفرنسية، نلاحظ وبكل أسف تغييباً متعمداً لدور المجتمع المدني الكوردي، الذي يُفترض أن يكون العمود الفقري لأي رؤية وطنية شاملة ومستدامة.
إننا، ومن موقعنا كمدافعين عن وحدة الصف الكوردي، في الوقت الذي نؤكد فيه ضرورة وحدة الصف الكوردي في هذه المرحلة الحساسة، نرفض رفضاً قاطعاً أن تتحول هذه الحوارات إلى مجرد عملية تقاسم للنفوذ أو تثبيت الواقع على أساس الولاءات الحزبية. هذه المحاصصة السياسية لا تعكس تطلعات الشعب الكوردي في روجآفا، بل تؤدي إلى مزيد من الانقسام وإضعاف قضيتنا العادلة على المستويين المحلي والدولي.
إن غياب موقف كوردي موحد ينطلق من مصالح شعب روجآفاي كوردستان، ويمثل جميع مكوناته وتطلعاته، يشكل خطراً كبيراً على مستقبل المنطقة. لذلك، ندعو الأطراف الراعية لهذه الحوارات إلى مراجعة منهجيتها وإشراك ممثلي المجتمع المدني الكوردي، بما في ذلك النشطاء، والمثقفين، والمنظمات المحلية، لضمان أن تكون هذه الحوارات شاملة وحقيقية.
كما نؤكد أن أي رؤية يتم التوصل إليها دون استشارة الشعب الكوردي بمختلف فئاته وفعالياته، ستفتقر إلى الشرعية ولن تُحقق الاستقرار المنشود. إن المرحلة الراهنة تتطلب منا جميعاً تحمل المسؤولية التاريخية، والعمل بروح جماعية لتوحيد الصف الكوردي بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة، وبما يخدم تطلعات شعبنا في الحرية والكرامة والحقوق المشروعة.
وإضافة إلى ذلك، نرى ضرورة إنهاء التبعية لأي انتماءات أو أجندات خارج روجآفا، والتركيز على مصلحة الشعب الكوردي في سوريا، التي يجب أن تكون الأولوية القصوى لجميع الأطراف. إن توجيه الطاقات نحو تثبيت الحقوق المشروعة للشعب الكوردي في إطار العهود والمواثيق الدولية، وبما يتماشى مع رؤية سوريا الجديدة كدولة ديمقراطية تعددية تضمن حقوق جميع مكوناتها، هو السبيل الأمثل لتحقيق تطلعات الشعب الكوردي.
إن مستقبل روجآفاي كوردستان يجب أن يُبنى على أسس المشاركة والتوافق الحقيقي، وليس على حساب استبعاد مكونات المجتمع المدني أو فرض أجندات خارجية تتعارض مع إرادة شعبنا.
كما نؤكد على موقفنا الداعي إلى ضرورة إلتزام جميع الأطراف السياسية والمجتمع المدني بحماية مكتسبات شعبنا في روجافا، ودعم الجهود المقاومة البطولية التي يبديها المقاتلين الكورد وشركائهم بدعم من المجتمع الدولي المتحضر.
18.12.2024
منظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكوردي
التعليقات