في الأول من أيار، حيث تحتفل شعوب العالم بعيد العمال العالمي، نقف نحن في منظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكردي لنوجّه تحية إجلال وإكبار إ...
في الأول من أيار، حيث تحتفل شعوب العالم بعيد العمال العالمي، نقف نحن في منظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكردي لنوجّه تحية إجلال وإكبار إلى كل عامل وعاملة، وإلى كل يدٍ كادحة، خاصةً في كوردستان سوريا، حيث يتلاقى التعب اليومي مع مظالم تاريخية، وتتقاطع الكرامة الإنسانية مع سياسات التهميش والإفقار المنهجية التي مارستها سلطات البعث الفاشي منذ عقود وتستمر اليوم برعاية السلطة الجديدة في دمشق.
لقد شكّل الشعب الكردي، ولا سيما فئاته العاملة والكادحة، هدفاً مباشراً لسياسات الإقصاء والتمييز والاضطهاد الطبقي والقومي. ففي الوقت الذي كانت فيه الطبقة العاملة في العالم تنتزع مكاسبها الاجتماعية والقانونية، كان العامل الكردي في كوردستان سوريا يُحرم من أبسط حقوقه الأساسية: من التعليم بلغته الأم، ومن التملك، ومن فرص العمل المتكافئة، ومن التنظيم النقابي المشروع، بل وحتى من الاعتراف بهويته كمواطن في دولته.
ولم تكن هذه السياسات عشوائية أو طارئة، بل جاءت ضمن مشروع سياسي واقتصادي ممنهج هدف إلى تحويل كوردستان سوريا إلى منطقة طاردة للسكان، وتفريغها من طاقاتها البشرية، وضرب بنيتها الاقتصادية الزراعية والصناعية، مما أدى إلى خلق بطالة مزمنة، وانخفاض حاد في مستوى المعيشة، وارتفاع معدلات الفقر إلى مستويات كارثية، خصوصاً في الريف الكردي الذي تم تهميشه بالكامل لصالح مشاريع تعريبية قسرية.
لقد حُرم العامل الكردي من حقوقه النقابية، ومن حقه في التمثيل، ومن شروط السلامة المهنية، كما عانى من سياسات التهجير، والحرمان من الجنسية، والرقابة الأمنية، ما جعل منه الحلقة الأضعف في منظومة اقتصادية متوحشة لا ترحم. ورغم كل ذلك، فقد واصل العامل الكردي دوره الحيوي في بناء الحياة، وتحمّل مسؤولياته تجاه عائلته ومجتمعه، مشاركاً في الحفاظ على الهوية والكرامة والوجود.
إننا في هذه المناسبة، لا نكتفي بتقديم التهاني الشكلية، بل نعلن تضامننا العميق مع الطبقة العاملة الكردية في كوردستان سوريا وسائر مناطق كوردستان، ونؤكد على ضرورة إعادة الاعتبار لهذه الشريحة المناضلة من خلال:
- تعزيز حقوق العمال الكرد وتمثيلهم العادل في مؤسسات الإدارة والمجتمع المدني.
- فضح السياسات القمعية والإفقارية التي مارستها الأنظمة الشمولية بحق الشعب الكردي.
- دعم مبادرات التنمية المستدامة والمشاريع التعاونية التي تعيد الاعتبار للريف الكردي المنتج.
- الضغط من أجل سن قوانين عمالية عادلة تحترم حقوق العمال وتحميهم من الاستغلال.
- توثيق جرائم التهميش الاقتصادي والتمييز الطبقي التي مورست بحق الكرد، كجزء من النضال الحقوقي التاريخي.
عيد العمال ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو وقفة نضالية لتجديد العهد مع من ضحوا بعرقهم وأعمارهم من أجل غدٍ أكثر عدالة. كل التحية للعمال الكرد الذين ما زالوا يصنعون الحياة في وجه القهر، ويؤمنون بأن كوردستان تستحق الأفضل.
منظمة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكردي
١ أيار ٢٠٢٥
التعليقات