"واستهل ممثل منظمة الجيوستراتيجي، السيد محمد أحمد، مداخلته بالتأكيد على أن وحدة الموقف الكردي تمثل الشرط الأساس لأي إنجاز وطني حقيقي، مشدداً على أن الخلافات السابقة ينبغي أن تُستبدل بروح التعاون والتكامل والعمل المشترك. وأوضح أن المنظمة تنظر إلى دورها بوصفها مساندة وداعمة للأحزاب والقوى السياسية الكردية، وليست بديلاً عنها، وأنها تضع مجمل إمكاناتها البحثية والدراسية في خدمة القضية الكردية باعتبارها قضية جامعة.
كما شدّد الوفد على أن جميع الأحزاب الكردية والكردستانية تُعدّ في نظر المنظمة قوى وطنية تناضل من أجل هدف مشترك، رغم تباين الأساليب والآليات المتبعة. وأكد أن أي عملية تفاوض محتملة مع دمشق ينبغي أن تستند إلى مخرجات "كونفرانس قامشلو للوحدة الوطنية"، بوصفه مرجعية جامعة تعكس الإرادة السياسية الكردية، وتشكل قاعدة لبناء شراكة عادلة ومتوازنة مع المركز.
وفي هذا السياق، ترى المنظمة أن الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا يمتلك دوراً فاعلاً ومؤثراً في الشارع الكردي، الأمر الذي يمنحه مسؤولية إضافية في دعم مسار الوحدة الوطنية وتعزيز العمل المشترك، بما يتناسب مع موقعه التاريخي والوطني."
"ومن جانبه، أكد السيد محمد إسماعيل، الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، على توافقه الكامل مع ما طرحه ممثل منظمة الجيوستراتيجي بشأن ضرورة تجاوز تراكمات الماضي، موضحاً أن المرحلة الراهنة تفرض على مختلف القوى الكردية قدراً عالياً من المسؤولية السياسية والالتزام الوطني، بما يستدعي تكثيف التواصل الدائم وبناء شراكة حقيقية لا تقوم على التنسيق الظرفي، بل على رؤية استراتيجية طويلة المدى.
وشدد إسماعيل على أن الحاجة أصبحت ملحّة لوجود مرجعية كردية دائمة وفاعلة، تكون بمثابة الإطار الجامع والمرجع الفصل في القضايا المصيرية التي تواجه الشعب الكردي، بعيداً عن التجاذبات الحزبية والاصطفافات العابرة. وأوضح أن الحزب تلقى بالفعل دعوة لزيارة دمشق، إلا أنه أشار بوضوح إلى أن أي عملية تفاوض جاد ينبغي أن تتم بصورة مباشرة مع أحمد الشرع، بوصفه الجهة الممثلة للنظام في هذا المسار، مؤكداً في الوقت ذاته أن مشاركة كلٍّ من "مسد" و"قسد" في اللقاءات السابقة مع دمشق لم تكن محل اعتراض من جانب الحزب، بقدر ما كانت مثار عتاب نتيجة غياب التنسيق المطلوب بين الأطراف الكردية.
وأضاف إسماعيل أن الخلافات التي تشهدها بعض المناطق لا يمكن النظر إليها كصراع مباشر بين الدولة والإدارة الذاتية، وإنما تكتسب في جوهرها طابعاً عشائرياً عربياً داخلياً، وهو ما يفرض معالجات دقيقة لا تُختزل في البعد الأمني أو العسكري. كما نوّه إلى أن المرحلة المقبلة قد تحمل بوادر تطورات هامة، مشيراً بشكل خاص إلى الخامس والعشرين من الشهر الجاري باعتباره محطة قد تفتح المجال أمام حلول عملية تعكس جدية الأطراف في البحث عن تسوية عادلة ومستدامة."
أكد الطرفين على أن:
- الوحدة الوطنية الكردية هي المدخل الأساس لتحقيق الأهداف القومية والديمقراطية.
- الاتفاق على استمرار التواصل والتنسيق بين المنظمة والحزب، في إطار دعم العمل المشترك.
- إبراز دور مؤسسات المجتمع المدني كرافد مساند للحركة السياسية، خاصة في القضايا البحثية والإستراتيجية.
- التأكيد على أن التفاوض مع دمشق يجب أن يكون منطلقاً من مخرجات كونفرانس قامشلو للوحدة الوطنية، كضمانة لتثبيت الحقوق الكردية ضمن أي صيغة سياسية مستقبلية.
خاتمة
جاء اللقاء ليؤكد أن المرحلة الحالية تتطلب تغليب لغة الحوار على الخلافات، والعمل الكردي المشترك على الانقسامات، في ظل التحولات المتسارعة في المشهد السوري. وقد عكس الاجتماع قدراً كبيراً من التفاهم حول مركزية دور قامشلو ومرجعيتها الوطنية، وحول ضرورة بناء موقف كردي موحّد في مواجهة التحديات القادمة.